عظات
٢٤‏/١١‏/٢٠١٦ زمن القيامة | الأب بيار نجم ر.م.م

الأحد الخامس من زمن القيامة

أتحبّني؟ إرع خرافي

هذا النّص من الإنجيل الّذي نتأمّل فيه يوم الأحد هذا هو استمراريّة لإنجيل الإحد السابق، فلا يمكننا ان نفهم عمقه إلاّ إذا قرأناه في إطاره العامّ.

لقد أعاد الّرب تثبيت الرّسل في دعوتهم أن يكونوا تلاميذ السيّد، وعلّمهم أن لا ثمار لصيدهم الرسوليّ بمعزل عن نعمة الرّب.  النعمة الإلهيّة والجدّ الرسوليّ هما الشرطان الأساسيّان لصيد البشر الى الملكوت ولاجتذاب الشبكة الى الشاطيء، حيث يقف المسيح منتظراً ومهيّئاً مائدة الخلاص الأبديّ.

(يوحنا 21 /15-19)

بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هـؤُلاء؟". قَالَ لَهُ: "نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِرْعَ حُمْلانِي". قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟". قَالَ لَهُ: "نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِرْعَ نِعَاجِي!". قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟". فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَـالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَـهُ: "يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِرْعَ خِرَافِي! أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولـكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد". قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى الـمِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: "إِتْبَعْنِي!".

وفي هذا النّص، ننتقل من إطار جماعة الرّسل الى إطار آخر أكثر تحديداً، إعادة بطرس الى حالة الصداقة مع الرّب.  يظنّ الكثير من درّاس الكتاب المقدّس أنّ هذا النّص هو إدغام لنصّين يتأتّيان من مجموعات مختلفة، النّص الأول يندرج في إطار دعوة الجماعة، والآخر ينحدر من تقليد بطرسيّ، إنّما لا نجد لزوماً لهذه التجزئة، لأنّ النصّ في شكله الحاضر يعبّر عن حركة تصاعديّة: لقد بدأ الرّب بإعادة الرسل المشتّتين، ومن بعدها أعاد ثبّت رأس الرسل في الإيمان وفي دعوته الرسوليّة.

وبَعدَما أكلُوا لا يمكننا ان نفصل مفهوم العشاء الّذي أعدّه الرّب عن مفهموم الإفخارستيا الّتي من خلالها تتّحد الكنيسة، ممثّلة بالرسل السبعة الحاضرين، والرقم سبعة يعني الأعداد التي لا تُحصى، حول المعلّم الأوحد يسوع.  كما لا يمكننا ان نفصل مفهموم العشاء عن مفهوم الوليمة الأبديّة، رمز للمشاركة في السعادة الألهيّة، على شاطئ الحياة، حيث يقف الرّب منتظراً اجتياز الرّسل لبحر العالم المضطرب، جالبين شباكهم وما فيها من نفوس اصطادوها للحياة الأبديّة.

إن إعادة بطرس الى حالة الصداقة مع الرّب بعد أن خانه ناكراً إياه ثلاث مرّات، ثم عائداً الى بحر الجليل، الى حالته الأولى، متناسياً دعوة الرّب له،  تتمّ بعد العشاء، أي من خلال الإفخارستيّا التي تكوّن وحدتنا مع الرّب وتؤسّس لحالة صداقة مبنيّة على المغفرة التي ننالها.  لا امكانيّة لثباتنا في حالة الصداقة مع يسوع والإستمرار في كوننا تلاميذ له إن لم نؤسّس حياتنا على الإفخارستيّا، أي على وحدتنا العضويّة مع الرّب يسوع، حين نتّحد به حقيقة بتناولنا جسده ودمه.

قالَ يَسوعُ لِسِمعانَ بُطرُسَ: "يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحبُّني أكثرَ مِن هَؤُلاءِ؟"   لقد أخذ يسوع المبادرة وانطلق نحو بطرس، فالرّب هو صاحب المبادرة وكلّ مصالحة مع الله تقوم على النعمة الإلهية في المقام الأوّل.

يجدر بنا أن نتنبّه الى استعمال الأسماء الّذي ينطوي على هدف تعليميّ أيضاً.  كاتب الإنجيل يدعو سمعان بسمعان بطرس أمّا يسوع فيناديه: "سمعان ابن يوحنّا أو إبن يونا".  في الفصل الأوّل قال يسوع لسمعان: " أنتَ سِمعانُ بنُ يوحنَّا، وسأدْعوكَ "كِيفا" أي "صَخرًا " (بطرس).  نعلم أن الإسم في الكتاب المقدّس يحمل هويّة الشخص، وتغيير الإسم هو لإعطاء وظيفة جديدة.  في 1، 42 أعطى الرّبُ سمعاناً هويّة جديدة، وظيفة جديدة، لم يعد مجرّد اين يوحنّا المرتبط بتاريخ أبيه وببيته وبشباكه وقاربه، بل صار مدعوّاً ليصبح الصخرة التي يبني الرّب عليها كنيسته.  يصدمنا واقع أن الرّب عاد يدعوه هنا "سمعان ابن يوحنّا"، وهو أمر أراد الرّب إيصاله لبطرسه:  لقد هرب بطرس تاركاً الرّب، أنكره ثلاث مرّات، وبعد أن عرف حقيقة قيامته ورأى القبر الفارغ، عاد الى الجليل، الى الصيد، الى قارب أبيه يوحنّا.  لقد عاد بطرس الى حالته الأولى، وعاد يسوع مرّة أخرى الى نفس المكان، شاطيء الجليل، ووجد من جديد سمعان، لا بطرس هذه المرّة، بل من جديد ابن يوحنّا، فدعاه من جديد.  رغم خيانة بطرس له، بقي الرّب أميناً لوعده.  سوف يناديه ثلاث مرّات "يا اين يوحنّا" طالباً منه تأكيد حبّه له عوض المرّات الثلاثة التي أنكر بطرس المسيح فيها.  الى جانب هذا الشرح، يظن البّعض أن العادة القانونيّة المتّبعة في فلسطين القديم كانت بتكرار الكلمة ثلاث مرّات لتحصل على بعد قانونيّ نهائيّ لا عودة عنه.  إن الرّب جاء يصالح بطرسَ معه طبعاً، إنّما جاء بنوع أخصّ ليصالح بطرس مع ذاته، يعيد اليه احترامه الذاتيّ وقبوله لواقعه.

يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحبُّني أكثرَ مِن هَؤُلاءِ؟ هي جملة مُبهمة من ناحية المعنى، وهو ابهام مقصود على الأرجح، ويمكنها أن تحمل ثلاث معانٍ:

 

- يا سمعان أتحبّني أكثر ممّا يحبّني هؤلاء الآخرين.

- يا سمعان أتحبّني أكثر ممّا تحبّ الثلاميذ الآخرين.

- يا سمعان أتحبّني أكثر ممّا تحب هؤلاء (بمعنى الشباك والقارب والحياة القديمة).

إن المعنى الأكثر ترجيحاً هو المعنى الأوّل: "يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحبُّني أكثرَ مِما يُحبُّني هَؤُلاءِ؟".وهو تذكير لبطرس بما كان قد أعلنه في يو 13، 36- 38.  لا يسأل يسوعُ بطرس إن كان قد ندم على نكرانه له، فيسوع لا يخلق في نفوسنا شعور بالذنب ينخر أعصابنا ويهلك نفوسنا، بل يصالحنا مجدّداً من خلال إدخالنا في سرّ حبّه.  جلّ ما يفتّش عنه هو حبّنا له، فالحبّ يداوي جراح الخيانة والنكران، ويسوع يصالحنا مع أنفسنا ومع الآب حين نسمح للحب بأن يملك فينا، نطرد اليأس وننتصر بمحبّة المسيح لنا.

لقد حزن بطرس حين ردّد يسوع السؤال ثلاث مرّات، فالرّب يعرف مقدار حبّ بطرس ولا حاجة له لأن يسأل.  لكن الرّب كان يسأل لا لأجله بل لبطرس، ليخلع عنه الشعور بالذنب ويدعوه الى المغفرة من خلال المحبّة يعلنها ثلاث مرّاث بدل مرّات النكران الثلاثة.  لقد شفى الرّب يسوع جراح قلب بطرس، نقله من حالة الخجل والعار الى حالة الصداقة، حالة الحبّ الّذي لا عودة عنه بعد اليوم.

36 فقالَ لَه سِمعانُ بُطرُسُ: "إلى أينَ أنتَ ذاهِبٌ يا سيِّدُ؟" أجابَهُ يَسوعُ: "حيثُ أنا ذاهبٌ لا تَقدِرُ الآنَ أنْ تَتبَعَني، ولكنَّكَ ستَتبَعُني يومًا". 37 فقالَ لَه بُطرُسُ: "لِماذا لا أقدِرُ أنْ أتبَعَكَ الآنَ، يا سيِّدُ؟ أنا مُستَعِدٌّ أنْ أموتَ في سَبـيلِكَ!" 38 أجابَهُ يَسوعُ: "أمُستَعِدٌّ أنتَ أنْ تَموتَ في سَبـيلي؟ الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: لا يَصيحُ الدّيكُ إلاَّ وأنكَرتَني ثلاثَ مرّاتٍ".

لقد كانت كلمات بطرس هذه سابقة لأوانها، لأن التتلمذ للمسيح هي مسيرة طويلة ينمو فيها التلميذ تدريجياً مع المسيح ليصل في النهاية الى بذل حياته في سبيل الإنجيل.  في السابق (لِماذا لا أقدِرُ أنْ أتبَعَكَ الآنَ، يا سيِّدُ؟ أنا مُستَعِدٌّ أنْ أموتَ في سَبـيلِكَ!"  يو 13، 37) كان بطرس يتّكل على ذاته وعلى إرادته، فعلم أنّ ما يُطلب منه يتخطّى الطبيعة البشريّة.  كان بطرس مستعدّاً لبذل ذاته، ولمّا حان أوان الشهادة تراجع مُنكراً معرفته بالمسيح.  لم يكن بطرس كاذباً حين أنكر قائلاً: لا أعرفه.  لا قيمة لمعرفة المسيح إن لم تكن معرفة المسيح القائم من بين الأموات.  التتلمذ ليس مجرّد حماسة عابرة، ونشر الإنجيل ليس عملاً يقوم على الثقة بالقوّة الشخصيّة.  لذلك كان على بطرس أن ينتظر لحظة لقاء المسيح القائم من بين الأموات يدعوه لنشر حقيقة القيامة.  ما كان بطرس قد أعلنه في 13، 36 قد أعلنه الآن يسوع في 21، 18: موت الرسول في سبيل الشهادة للمسيح.

يلفتنا التشابه اللّغوي بين 13، 38 و 21، 18:

أمُستَعِدٌّ أنتَ أنْ تَموتَ في سَبـيلي؟ الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: لا يَصيحُ الدّيكُ إلاَّ وأنكَرتَني ثلاثَ مرّاتٍ"

الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: كُنتَ، وأنتَ شابٌّ، تَشُدُّ حِزامَكَ بِـيَدَيكَ وتذهَبُ إلى حَيثُ تُريدُ. فإذا صِرتَ شيخًا مَدَدْتَ يَدَيكَ وشدَّ غيرُكَ لكَ حِزامَكَ وأخذَكَ إلى حيثُ لا تُريدُ

لقد صار بطرس بالغاً، عرف حقيقة السيّد الّذي أحبّه، وصار أهلاً للموت في سبيله.

وظيفة الرّاعي: لا يمكننا أن نفهم هذا النّص دون الأخذ بعين الإعتبار أن القطيع  في العهد القديم كان شعب إسرائيل نفسه، أمّا الرّاعي فهو الرّب الأوحد.  إن استمراريّة عمل الخلاص التي بدأ الرّب بتحقيقها في العهد القديم تجد استمراريّتها من خلال الكنيسة، والرّب يحمّل بطرس مسؤوليّة رعاية القطيع والسهر عليه.

الراعي يقود القطيع الى المكان الآمن، ووظيفة الرعاية التي أعطيت لبطرس وللكنيسة هي وظيفة قيادة نفوسنا الى الخلاص الأبديّ.  هي وظيفة التعليم في الكنيسة تُعطى لخلفاء الرسل، للأساقفة الّذين يشتركون في ملء كهنوت السيّد بالإتّحاد مع خليقة بطرس، أسقف روما.

إنّما هي أيضاً وظيفة التقديس: "أطعم خرافي".  إن الكنيسة مؤتمنة على تنمية أرواح المؤمنين من خلال إعطائهم قوت الحياة الإفخارستيّ.  لا افخارستيّا دون الكنيسة ولا كنيسة دون الإفخارستيّا، الكنيسة تصنع الإفخارستيّا والإفخارستيّا تصنع الكنيسة وتحافظ على الأعضاء متّحدين بالمسيح الرّاس.

وهي وظيفة القيادة والتدبير أعطيت الى بطرس ومنه الى الرسل وخلفائهم، دور الكنيسة تدبير النفوس وقيادتها الى الخلاص الأبديّ، الى المسيح رأس الكنيسة وراعي الرعاة.  انتماؤنا الى الكنيسة لا يمكن أن يكون انتماءاً فرديّاً خاصّاً ونسبيّاً، بل هو انتماء الى جماعة، الى عائلة، ندخل اليها بواسطة المعموديّة، ونلتزم بحياة الجماعة الكنسيةّ، نؤمن بتعليم الكنيسة ونعلنه.

يجد بعض شرّاح الكتاب المقدّس، وفي طليعتهم بولتمان، أن الآيتين 18- 19 لا تمتّان بصلة الى النّص الأصلي، بل هي آيات مضافة.  إن كان الأمر صحيحاً فيجب أن نسأل: لماذا قرّر الكاتب إضافة هاتين الآيتين في هذا المكان بالتحديد؟ الجواب نجده دوماً في شخص المسيح وفي العمل الّذي تمّمه.  المسيح، الراعي الحقّ، قد بذل ذاته من أجل قطيعه، مات من أجل البشريّة ليعطيها الحياة، وعلى مثاله ينال بطرس وظيفة الرعاية، وهي وظيفة تقود الرّاعي الى الموت حتماً في سبيل إعطاء الحياة للقطيع.  لقد بلغ بطرس هنا مرحلة النضج الرّوحي، وقَبِلَ في حياته المسيح القائم من بين الأموات، وبالتالي فإن وصوله الى الموت هو نتيجة حتميّة للرّاعي الّذي يعطي الأولويّة لخلاص القطيع حتى على حساب شخصه.  موت بطرس قد أُعلنَ عنه، وهو شبيه بموت المسيح، يُقاد الى الذّبح ويستسلم برجاء وإيمان بين يديّ من يقوده الى الشهادة، على مثال المعلّم الّذي سيقَ الى الذبح ولم يفتح فاه.

صلاتنا اليوم نرفعها الى الرّب ليعطي دوماً قوّة الإيمان الى رؤسائنا الرّوحيّين، ولا سيّما البابا خليفة بطرس ورأس الرعاة، ليعلن دوماً بحماسة بطرس حبّ الكنيسة للمسيح إلهها الأوحد، وينشر حقيقة الإنجيل دون وجل.  نصليّ من أجل بطاركتنا، من أجل الأساقفة والكهنة المولجين حمل أسرار المسيح إلينا، ليعطيهم الرّب نعمة الشهادة لإسمه دوماً.

كلمة المسيح تتجه الينا نحن أيضاً اليوم، "أتحبّني أكثر من هؤلاء؟"، فما علّنا نجيب؟ هل نستطيع أن نقول: "أنت تعلم أنّي أحبّك" ونكراننا له يتم كلّ يوم ثلاث مرّات؟ هل نجرؤ على الدخول في مسؤوليّة الحبّ هذه؟ فالمسيح إله متطلّب، يريدنا بكلّيتنا له ليعطينا فرح القلب والوجود.  هل نقبل أن نكون له رسلاً ننشر تعليمه في عالم اليوم؟

هل نحبّ المسيح فوق أيّ شخص أو كائن آخر؟ أين هو المسيح في حياتي؟ هل هو محور وجودي ومركز قراراتي؟ هل أقوم بخياراتي على ضوء تعاليم إنجيله؟ هل هو حاضر عمليّاً في حياتي؟ كم مرّة نهمّش المسيح، نخرجه من حياتنا مفضّلين المال أو اللّذة، تسعى الى السلطة وتعتمد منطق العنف، فنجرح الآخر ونقتله بدلاً من أن نقود حياته نحو الخلاص لأنّنا من المسيح دُعينا لنكون رعاةً لقطيع الرّب الصغير.