مقالات
٢١‏/١٢‏/٢٠١١ تعليم الكنيسة | روبير شعيب

الميلاد اعتراف بحضور الله

الاحتفال بالميلاد هو اعتراف بأن الله حاضرٌ اليوم في حياتنا وتاريخنا

 التقى البابا بندكتس السادس عشر اليوم المؤمنين في المقابلة العامة السابقة لعيد الميلاد، وذلك في قاعة بولس السادس في الفاتيكان. وتوقف الأب الأقدس على سر الميلاد الذي يحتفل به نهار الأحد، حاضًا لكي لا يكون تبادل التهاني “ميلاد مجيد” مجرد عادة فارغة من مضمونها العميق، بل صدىً لقيمة روحية عميقة.

دعا الأب الأقدس في مطلع كلمته لكي لا تكون الشعائر الخارجية داعيًا للتشتت عن الجوهر، بل وسيلة تعيننا لعيش الميلاد بمعناه الأعمق والأقدس، “لكي لا يكون فرحنا سطحيًا بل عميقًا”.

وأوضح البابا أن الكنيسة تُدخلنا من خلال الاحتفال بعيد الميلاد في “سر التجسد العظيم”. فالميلاد ليس مجرد احتفال بمولد يسوع، بل هو أكثر من ذلك، هو “احتفال بالسر الذي طبع وما يزال يطبع تاريخ الإنسان – الله بالذات جاء لكي يسكن في وسطنا (راجع يو 1، 14)، صار واحدًا منا – ؛ إنه سر يهم إيماننا ووجودنا؛ سرٌ نعيشه بشكل ملموس في احتفالاتنا الطقسية، وبشكل خاص في القداس الإلهي”.

وردد البابا صدى تساؤلات كثيرين: كيف لي أنا اليوم أن أعيش هذا السر الذي تم في زمن رحيق؟

وانطلق قداسته بجوابه من لازمة نرددها عشية الميلاد: “اليوم ولد لنا المخلص”. فشرح أن ظرف الزمان “اليوم” يرد مرات كثيرة في احتفالات الميلاد وهو يشير إلى مولد يسوع وإلى الخلاص الذي حمله ابن الله بتجسده. والليتورجية “تتخطى حدود الزمان والمكان وتضحي واقعًا، تضحي حاضرًا”.

فعندما تقول الليتورجية أن المسيح يولد “اليوم”، لا تقول أمرًا خاليًا من المعنى بل تبين كيف أن الميلاد هو واقع يتغلغل في كل التاريخ، ويبقى حقيقة يمكننا أن نتواصل اليوم معها من خلال الليتورجية.

وعليه، خلص الأب الأقدس إلى القول: “إن الاحتفال بالميلاد، بالنسبة لنا كمؤمنين، يجدد ضمانة أن الله حاضر حقًا في ما بيننا؛ أنه ما زال “جسدًا” وليس فقط بعيدًا: رغم أنه مع الآب فهو قريب منا”.